الصُّرَدُ:
وَالصُّرَدُ:
طَائِرٌ فَوْقَ الْعُصْفُورِ، وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: يَصِيدُ
الْعَصَافِيرَ؛ وَقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
حَتَّى اسْتَبَانَتْ
مَعَ الْإِصْبَاحِ رَامَتُهَا=== كَأَنَّهُ فِي حَوَاشِي ثَوْبِهِ صُرَدُ
أَرَادَ:
أَنَّهُ بَيْنَ حَاشِيَتَيْ ثَوْبِهِ صُرَدٌ مِنْ خِفَّتِهِ وَتَضَاؤُلِهِ،
وَالْجَمْعُ صِرْدَانُ؛ قَالَ حُمَيْدٌ الْهِلَالِيُّ:
كَأَنَّ وَحَى
الصِّرْدَانِ فِي جَوْفِ ضَالَةٍ=== تَلَهْجُمَ لَحْيَيْهِ إِذَا مَا تَلَهْجَمَا
وَفِي
الْحَدِيثِ: نُهِيَ الْمُحْرِمُ عَنْ قَتْلِ الصُّرَدِ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:
نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ:
النَّمْلَةِ وَالنَّحْلَةِ وَالصُّرَدِ وَالْهُدْهُدِ، وَرُوِيَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ
الْحَرْبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: أَرَادَ بِالنَّمْلَةِ الْكُبَّارَ الطَّوِيلَةَ
الْقَوَائِمِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْخَرِبَاتِ، وَهِيَ لَا تُؤْذِي وَلَا تَضُرُّ،
وَنَهَى عَنْ قَتْلِ النَّحْلَةِ؛ لِأَنَّهَا تُعَسِّلُ شَرَابًا فِيهِ شِفَاءٌ
لِلنَّاسِ، وَمِنْهُ الشَّمْعُ، وَنَهَى عَنْ قَتْلِ الصُّرَدِ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ
كَانَتْ تَطَّيَّرُ مِنْ صَوْتِهِ وَتَتَشَاءَمُ بِصَوْتِهِ وَشَخْصِهِ؛ وَقِيلَ:
إِنَّمَا كَرِهُوهُ مِنِ اسْمِهِ مِنَ التَّصْرِيدِ، وَهُوَ التَّقْلِيلُ، وَهُوَ
الْوَاقِي عِنْدَهُمْ وَنَهَى عَنْ قَتْلِهِ رَدًّا لِلطِّيَرَةِ، وَنَهَى عَنْ
قَتْلِ الْهُدْهُدِ؛ لِأَنَّهُ أَطَاعَ نَبِيًّا مِنَ
الْأَنْبِيَاءِ وَأَعَانَهُ، وَفِي النِّهَايَةِ: أَمَّا نَهْيُهُ عَنْ قَتْلِ
الْهُدْهُدِ وَالصُّرَدِ فَلِتَحْرِيمِ لَحْمِهِمَا؛ لِأَنَّ الْحَيَوَانَ إِذَا
نُهِيَ عَنْ قَتْلِهِ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِاحْتِرَامِهِ أَوْ لِضَرَرٍ فِيهِ
كَانَ لِتَحْرِيمِ لَحْمِهِ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ نُهِيَ عَنْ قَتْلِ
الْحَيَوَانِ لِغَيْرِ مَأْكَلِهِ؟ وَيُقَالُ: إِنَّ الْهُدْهُدَ مُنْتِنُ
الرِّيحِ فَصَارَ فِي مَعْنَى الْجَلَّالَةِ، وَقِيلَ: الصُّرَدُ طَائِرٌ أَبْقَعُ
ضَخْمُ الرَّأْسِ يَكُونُ فِي الشَّجَرِ نِصْفُهُ أَبْيَضُ وَنِصْفُهُ أَسْوَدُ
ضَخْمُ الْمِنْقَارِ لَهُ بُرْثُنٌ عَظِيمٌ نَحْوٌ مِنَ الْقَارِيَةِ فِي
الْعِظَمِ، وَيُقَالُ لَهُ الْأَخْطَبُ لِاخْتِلَافِ لَوْنَيْهِ، وَالصُّرَدُ لَا
تَرَاهُ إِلَّا فِي شُعْبَةٍ أَوْ شَجَرَةٍ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَحَدٌ. قَالَ
سُكَيْنٌ النُّمَيْرِيُّ: الصُّرَدُ صُرَدَانِ: أَحَدُهُمَا أَسْبَدُ يُسَمِّيهِ
أَهْلُ الْعِرَاقِ الْعَقْعَقَ، وَأَمَّا الصُّرَدُ الْهَمْهَامُ، فَهُوَ
الْبَرِّيُّ الَّذِي يَكُونُ بِنَجْدٍ فِي الْعِضَاهِ لَا تَرَاهُ إِلَّا فِي
الْأَرْضِ يَقْفِزُ مِنْ شَجَرٍ إِلَى شَجَرٍ، قَالَ: وَإِنْ أَصْحَرَ وَطُرِدَ
فَأُخِذَ يَقُولُ: لَوْ وَقَعَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ
يَسْتَقِلَّ حَتَّى يُؤْخَذَ، قَالَ: وَيُصَرْصِرُ كَالصَّقْرِ، وَرُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ، قَالَ: لَا يُصَادُ بِكَلْبِ مَجُوسِيٍّ، وَلَا يُؤْكَلُ مِنْ صَيْدِ
الْمَجُوسِيِّ إِلَّا السَّمَكُ، وَكُرِهَ لَحْمُ الصُّرَدِ، وَهُوَ مِنْ سِبَاعِ
الطَّيْرِ، وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: "سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ"؛ قَالَ: أَقْبَلَتِ السَّكِينَةُ
وَالصُّرَدُ وَجِبْرِيلُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ مِنَ الشَّامِ. وَالصَّرْدُ: الْبَحْتُ
الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.
m.s
لسان العرب، حرف الصاد، صرد
والاسم الإنجليزي (Masked Shrike)
والاسم
العلمي (Lanius nubicus)
وفي المصباح المنير فإن الصُّرَد: نَوْعٌ مِنَ
الْغِرْبَانِ، وَالْأُنْثَى صُرَدَةٌ، وَالْجَمْعُ صِرْدَانٌ، وَيُقَالُ لَهُ
الْوَاقُ أَيْضًا، قَالَ: وَلَقَدْ غَدَوْتُ وَكُنْتُ لَا أَغْدُو عَلَى وَاقٍ
وَحَاتِمْ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَطَيَّرُ مِنْ صَوْتِهِ، وَتَقْتُلُهُ، فَنُهِيَ
عَنْ قَتْلِهِ دَفْعًا لِلطِّيَرَةِ، وَمِنْهُ نَوْعٌ أَسْبَدُ تُسَمِّيهِ أَهْلُ
الْعِرَاقِ الْعَقْعَقَ، وَأَمَّا الصُّرَدُ الْهَمْهَامُ، فَهُوَ الْبَرِّيُّ
الَّذِي لَا يُرَى فِي الْأَرْضِ، وَيَقْفِزُ مِنْ شَجَرَةٍ إلَى شَجَرَةٍ،
وَإِذَا طُرِدَ وَأُضْجِرَ أُدْرِكَ وَأُخِذَ، وَيُصَرْصِرُ كَالصَّقْرِ،
وَيَصِيدُ الْعَصَافِيرَ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ: الصُّرَدُ
طَائِرٌ أَبْقَعُ أَبْيَضُ الْبَطْنِ، أَخْضَرُ الظَّهْرِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ
وَالْمِنْقَارِ، لَهُ بُرْثُنٌ، وَيَصْطَادُ الْعَصَافِيرَ وَصِغَارَ الطَّيْرِ،
وَهُوَ مِثْلُ الْقَارِيَةِ فِي الْعِظَمِ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا،
فَقَالَ: وَيُسَمَّى الْمُجَوَّفَ لِبَيَاضِ بَطْنِهِ، وَالْأَخْطَبَ لِخُضْرَةِ
ظَهْرِهِ، وَالْأَخْيَلَ لِاخْتِلَافِ لَوْنِهِ، وَلَا يُرَى إلَّا فِي شِعْبٍ
أَوْ شَجَرَةٍ، وَلَا يَكَادُ يُقْدَرُ عَلَيْهِ، وَنَقَلَ الصَّغَانِيّ: أَنَّهُ
يُسَمَّى السُّمَيْطَ أَيْضًا بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ.
أ. مالك صباح